تجري Apple حاليًا محادثات مع كبار عمالقة الأخبار والنشر، بما في ذلك Condé Nast وNBC News وIAC، في محاولة للحصول على إذن لاستخدام المحتوى الخاص بهم في تطوير وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية . تهدف الصفقات المتعددة السنوات المقترحة من قبل عملاق التكنولوجيا، والتي تبلغ قيمتها 50 مليون دولار على الأقل، إلى ترخيص الأرشيف الشامل للمقالات الإخبارية من هذه المنظمات الشهيرة.
يكمن جوهر مساعي شركة أبل التكنولوجية في تطبيق الشبكات العصبية، وهي شكل متطور من الذكاء الاصطناعي الذي يتعلم أنماطًا معقدة من خلال مجموعات بيانات ضخمة، مثل النصوص الرقمية والصور. وتتوافق هذه الخطوة الإستراتيجية مع الاتجاه الأوسع للصناعة، حيث قدمت Microsoft و OpenAI وGoogle وMeta وغيرها من شركات التكنولوجيا العملاقة بالفعل منتجات تستفيد من تكنولوجيا الشبكات العصبية المماثلة، بما في ذلك روبوتات الدردشة المبتكرة.
ومع ذلك، لم تخل المفاوضات من نصيبها العادل من التحديات. أعرب المسؤولون التنفيذيون في عالم النشر عن تحفظاتهم بشأن الشروط الموسعة التي طرحتها شركة Apple. تضمن الاقتراح الأولي ترخيصًا واسع النطاق لأرشيفات الناشرين، مما أثار مخاوف بشأن المسؤوليات القانونية المحتملة الناشئة عن استخدام Apple لمحتواها. كما أن الافتقار إلى الوضوح فيما يتعلق بكيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي على صناعة الأخبار قد ترك بعض أصحاب المصلحة يشعرون بعدم الارتياح.
وكشفت مصادر قريبة من المناقشات، تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها، أن نوايا شركة أبل قوبلت بالتشكيك. شكك بعض الناشرين في المخاطر التنافسية المرتبطة بجمهور أخبار Apple الكبير على أجهزتها. ويبدو أن شركة أبل واجهت صعوبات في تهدئة هذه المخاوف، مما أدى إلى جو من عدم اليقين المحيط بالمفاوضات.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن التأثير المحتمل على صناعة الأخبار كبير. يتمتع تكامل الذكاء الاصطناعي التوليدي بالقدرة على إعادة تشكيل مسارات العمل التقليدية، مما يوفر وعدًا بتحقيق إيرادات كبيرة. وتتوافق خطوة أبل مع اتجاه أوسع في صناعة التكنولوجيا، حيث يستثمر اللاعبون الرئيسيون بقوة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وردًا على استفسارات وسائل الإعلام، التزمت شركة آبل الصمت، وامتنعت عن التعليق الفوري على المفاوضات المذكورة. وتؤكد إصدارات منتجات الشركة الأخيرة، بما في ذلك الكشف عن أجهزة كمبيوتر MacBook Pro وiMac الجديدة المزودة بشرائح متخصصة مصممة لتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التزامها بتطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي. وتؤكد شركة أبل أن هذه الرقائق، من خلال معالجة القيود المفروضة على تخزين البيانات في ذاكرة الكمبيوتر، تحمل وعدًا خاصًا للباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، وخاصة أولئك الذين يعملون على إبداعات متطورة مثل روبوتات الدردشة.
إرسال تعليق